المردودية

لا يمكن الحديث عن المردودية أو الإنتاج أو التحقيق دون وجود هدف أو رسالة أو غاية. ورغم ذلك أقول دائما عند انقضاء يومي لم أحقق شيئا اليوم، أو لم أفعل شيئا اليوم، أو أن النهار قد مضى دون فائدة! ولست الوحيد، كلنا نقول ذلك، ونحن نجهل أو نتجاهل أن هذا الكلام لا معنى له.

إذ كيف بنا لم نحقق شيئا ونحن أصلا لم ننو فعل شيء عند أول النهار. فكيف يندهش من لم يفعل شيئا وهو غير مطالب أصلا بأن يفعل شيئا وكيف يحبط من لم يعمل وهو لم يفكر في فعل شيء أصلا؟ وربما لهذا السبب لا تصاب البهائم بالإحباط!.

بعيدا عن الفلسفيات، لا بد من تغيير بسيط في تفكيرنا بطرح الأمور ببساطة. العامل البسيط الذي يشتغل على الآلة لثمان ساعات في اليوم لن يقول يوما هذا، ذلك أنه في كل صباح يعلم أنه مطالب بتشغيل الآلة لهذه المدة، ويعلم أنه ليس مطالبا بشء آخر. وهو يفعل ما هو مطالب به، وليس يسأل عن غيره. فيومه ينقضي بانتهاء عمله وقد حقق رسالته.

ينبغي نقل فكر الآلة إلى كل واحد فينا! ويجب أن نتعامل مع ما ينبغي علينا القيام به على أنه شغل محدد لن يقوم به أحد غيرنا: من أداء الصلوات الخمس، والأكل والشرب، إلى حل مشكلات الحضارة ومحاربة التصحر.

إنه الترتيب البسيط للأفكار، وتحديد الوجهة اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية والحياتية ما يمكننا من الحكم عند نهاية المطاف عى أنفسنا هل حققنا شيئا أم لا؟ عندها يمكن الحديث عن المردودية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق